السلام عليكم...
اني عندي ذنب معين....
وللأسف اني عندي حب لهذا الذنب
يعني كل ما احاول اتوب.. ارجع احب هذا الذنب
اني اريد اي شي يخليني ما احبه هذا الذنب
اكرر يخليني ما احب هذا الذنب
لان اساس مشكلتي هو تعلقي بهذا الذنب
حتى بعدني عن هواي امور مثل العبادات والمحاضرات الدينية
وصرت نوعا ما اهتم للدنيا
انصحوني... انطوني اي شي حتى اكره الذنب واعوفه نهائيا
حتى عندي جرأة امام الله!
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، وفّقكِ الله للتوبة النصوح.
ابنتي لو كنتِ راضية عن نفسكِ تماماً لما جئت تسألين عن وضعكِ الحالي هُنا، ولكن توجد لديكِ رغبة في البقاء عليه أيضاً، ومن هنا صرتِ في صراع بين القوى الخيّرة، والقوى العمياء في نفسكِ.
إنّ من الطبيعي أن يواجه الإنسان صراعًا داخليًا بين رغبته في فعل شيء يعرف أنه خطأ وبين رغبته في التغيير والتحسن. الشعور بالحب تجاه الذنب أو التعلق به قد يكون نتيجة لعدة عوامل نفسية أو عاطفية، مثل الشعور بالراحة المؤقتة التي قد يمنحها الذنب، أو الحاجة إلى الانفصال عن التوترات اليومية، أو حتى إدمان نمط سلوكي معين.
لكن من المهم أن تعلم أن الإنسان قادر على التغيير، وأنت لست محكومًا للبقاء في هذه الدائرة السلبية. إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على التفكير في طريقة للتخلص من التعلق بالذنب:
1. التفكير في الأسباب التي تجذبك لهذا الذنب:
حاولي أن تراجعي أسباب تمسكك بهذا الذنب. ما الذي تجدينه في هذا الفعل الذي يجذبكِ إليه؟ هل هو شعور بالراحة أو المتعة اللحظية؟ أم أن هناك سبب آخر؟ معرفة السبب قد يساعدكِ في إيجاد بدائل شرعية وصحية ترضي حاجاتك النفسية والعاطفية بطريقة أفضل.
2. التعرف على عواقب الذنب:
فكري في العواقب السلبية لهذا الذنب على حياتكِ الشخصية والنفسية. قد يكون من المفيد أن تسألي نفسكِ: ماذا يضيف هذا الذنب إلى حياتي؟ كيف يؤثر على علاقاتي مع الآخرين أو على علاقتي بالله؟ تأملي في الآثار طويلة المدى، فهذا قد يساعدكِ في تقليل الارتباط به. وقد ورد أنّ للذنوب آثار سلبية على حياة الإنسان في الدارين، وقد تكون مدمّرة لحياته.
3. الندم والنية للتغيير:
عندما تشعرين بالندم بعد ارتكاب الذنب، حاولي أن تركزي على هذا الشعور كفرصة للتغيير وليس كفرصة للغرق في مشاعر العجز. الندم هو دلالة على أنكِ تشعرين بأنكِ يمكن أن تكوني أفضل وأنكِ ترغبين في التغيير، وهي خطوة إيجابية نحو التوبة والتحسن.
4. الاستغفار والتوبة:
في الدين الإسلامي، يُعتبر الاستغفار والتوبة من أهم الوسائل للتخلص من الذنوب. حاولي أن تطلبي المغفرة من الله بصدق، وعاهدي نفسكِ على التغيير. التوبة الحقيقية تتطلب النية الصادقة للتغيير، والابتعاد عن الذنب، والسعي لتحسين النفس.
5. الابتعاد عن المثيرات:
إذا كان الذنب يرتبط بمثيرات معينة، مثل المواقف أو الأماكن أو الأصدقاء، حاولي أن تبتعد عن هذه المثيرات قدر الإمكان. الابتعاد عن بيئات محفزة يساعد في تقليل الفرص للوقوع في الذنب.
6. استبدال الذنب بعادات إيجابية:
حاولي أن تجدي نشاطات أو سلوكيات إيجابية يمكن أن تستبدلي بها الذنب. على سبيل المثال، إذا كان الذنب يملأ وقت فراغك، حاولي استثمار هذا الوقت في قراءة الكتب أو ممارسة الرياضة أو حتى العمل التطوعي. عندما تملأه حياتكِ بالأشياء المفيدة، يقل احتمال العودة إلى الذنب.
8. التركيز على جوانب إيجابية في نفسك:
كل إنسان لديه عيوب، ولكن أيضًا لكل إنسان جوانب إيجابية. حاولي أن تركزي على نقاط قوتك ومواهبك، وحاولي تنميتها. بدلاً من التركيز على الذنب، استثمري طاقتك في تحسين نفسكِ وتطويرها.
9. الصبر والمثابرة:
التغيير ليس سهلاً، ويمكن أن يأخذ وقتًا. قد تجدين نفسك تعودين إلى الذنب في بعض الأحيان، ولكن الأهم هو أن تواصلي المحاولة والتوبة. تذكري أن التغيير عملية مستمرة، ولا يعني الفشل في مرة أو مرتين أنك لن تنجحي في النهاية.
10. الاستعانة بالله والتشفّع بأوليائه:
في النهاية، لا شيء يمكن أن يعينكِ على التخلص من الذنب إلا عون الله وتوفيقه. ادعي الله أن يساعدكِ في التغلب على هذا التعلق، ويساعدك على أن تكون أقوى وأفضل في المستقبل. وتشفّعي بأهل بيت العصمة والطهارة، فهم وسائط الفيض الإلهي.
تذكري أن الحياة ليست خالية من التحديات، لكن القدرة على الاعتراف بالخطأ ورغبتكِ في التغيير هي الخطوات الأولى نحو الطريق الصحيح. بصدقكِ في النية واصرارك على التغيير، ستكونين قادرةً على التخلص من هذا التعلق تدريجيًا.